هناك سور في القرآن كثيرة، أسماؤها كثيرة، وبعض هذه الأسماء وحي من الله رواه النبي صلى الله عليه وسلم، وبعضها اجتهادات العلماء، ولكل اسم من الأسماء سبب لتسميته، والمعرفة بسبب ذلك الاسم تزيد من فهم المقاصد، فما هي السورة التي تسمى الساهرة والطمة؟ .

اسم سورة النازعات

سورة النازعات هي إحدى سور القرآن المكية، تقع في الجزء الثلاثين من القرآن، وتحتوي أيضًا على 49 آية.

وقد أوضح العلماء أن السورة تسمى بأكثر من اسم بالإضافة إلى اسم السورة النازعات:

  • سورة الساهرة والطمة

كما أن هناك آراء كثيرة من العلماء حول سبب تسمية السورة بهذه الأسماء. وقيل في سبب تسميتها بالساحرة:

  • لأن كلمة “ساهر” وردت في السورة.
  • وقال بعضهم: سمي كذلك؛ لأنه يشهد على كل من أنكر البعث والمعاد، ويشهد على كل من يعصى الله عز وجل.

أما سبب تسمية السورة بـ “التامة” فقد ذكر عدة أسباب:

  • وقد وردت في السورة كلمة التمة، وهي من أسماء يوم القيامة، وتعني المصيبة بقدوم هذا اليوم.

وقد سُميت أيضًا بالنازعة؛ وبما أن الله تعالى أقسم بها في أول السورة أن الملائكة هم الذين يقبضون أرواح العباد على قدر أعمالهم، فتنتزع الروح من المؤمن بلطف وسهولة، بينما تقبض أرواح الكافرين. بالقوة والقوة.

مقاصد سورة النازعات

  • وتضمنت السورة ذكر أهوال يوم القيامة.
  • وقد اشتملت على إنكار ما يعتقده المشركون من استحالة البعث والقيامة، وإنكار البعث والثواب.
  • وقد تضمنت السورة أدلة على قدرة الله تعالى وعظمة خلقه للسماوات والأرض.
  • تناولت حال الإنسان يوم القيامة، وبينت حال المطيعين والكافرين به، وبينت ما أعده الله تعالى لهم من الجزاء.
  • وتضمن خطابًا موجهًا للكافرين، لإثبات قدرة الله تعالى على البعث، من خلال مظاهر قدرة الله تعالى في الخلق الكثيرة. وبين خلق السماوات ورفعها بغير عمد، وبين اختلاف الليل والنهار. وتحدث أيضاً عن خلق الجبال وجعلها جبالاً.
  • وختمت السورة أيضًا بالحديث عن الساعة وبيان علاماتها وعلاماتها.
  • وبينت أن علم الساعة ليس عند النبي صلى الله عليه وسلم، وأكدت أن الله تعالى وحده هو الذي يعلم ذلك.

سبب نزول سورة النازعات

ليس هناك سبب لنزول بعض السور أو الآيات، ولكن قد يجتهد العلماء في بيان سبب نزول بعضها، بينما السنة تخبر عن سبب نزول بعضها، ومن ذلك سورة النازية. لأنه لم يذكر سبب نزول السورة كاملة، بل بين العلماء سبب نزول بعض آياتها. .

سبب نزول قوله تعالى:

“يسألونك عن الساعة متى يأتي مرسىها (42) فلم تذكرها (43) إلى ربك منتهاها (44) إنما أنت نذير للمتقين” (44) 45) ﴿كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا فيها إلا أمسوا أو صباحه﴾ (46)»

فنزلت أن الكفار والمشركين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وقت الساعة ومتى يكون يوم القيامة؟

وقال بعضهم: نزلت بسبب إصرار قريش على طلب وقت الساعة الذي كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحدثهم ويهددهم به، وكثير منه.

عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: «ما زال النبي صلى الله عليه وآله وسلم يسأل عن الساعة حتى شرع الله» فأنزل تعالى (ولماذا تذكره وإلى ربك نهايته).

قال الطبري – رحمه الله -: “حدثنا أبو كريب، حدثنا وكيع، عن إسماعيل، عن طارق بن شهاب قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم فلم يزل يذكر مسألة الساعة حتى نزلت (يسألونك عن الساعة إذا جاءت مرساها) حتى قال (من يخافها).

تفسير سورة النازعات

  • يقول الله تعالى: “وَالَّذِينَ يُغْرِقُونَ * وَالَّذِينَ نَشَطُوا نَشِيطُونَ…” أقسم الله تعالى بالكائنات المتنوعة ذات الصفات العظيمة؛ لتمثيل ما أقسم عليه.
  • وقوله: “فالمسبحون” يعني الملائكة العابرين في آفاق السماء والأرض، أو هم خيل المجاهدين، وقيل هم.
  • قال الله تعالى: “”يوم يرجف يوم القيامة”” أي إذا حدث يوم القيامة، وسمي بالرجفة لأن قلوب العباد ترتعد عليه من هول الموقف ومن شدة الهيام” الذعر والخوف.
  • “” متبوعًا بالترادف “” أي مرادفًا له، والمراد به النفخة في الصور، التي قال الله تعالى عنها: وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَمَا فِي السَّمَاءِ وَمَا فِي السَّمَاءِ جميعًا.” تعجبت الأرض إلا من شاء الله . ثم نفخ فيه مرة أخرى فإذا هم قائمون يتفرجون (الزمر:68). )
  • “” قلوب يومئذ جافة “” أي أن قلوب الكفار والمكذبين في ذلك اليوم ستكون خائفة ومضطربة من خطورة الأمر.
  • “عيناها خافتتان” أي أن أعينهما ضاقت من هول ما يرونه.
  • “وَيَقُولُونَ إِنَّا إِنَّا إِلَى الْحَبِّ رَادِدُونَ” يقول المكذبون بالبعث حينئذ وينكرون أننا نبعث مرة أخرى كما عشنا على الأرض.
  • “لو كنا عظامًا رميمًا” يواصلون استنكارهم واستغرابهم قائلين: “أن نعيد أحياءً بعد أن بليت عظامنا!”
  • وبعد أن قدم الله تعالى الأدلة والبراهين على قدرته على الإحياء والبعث، تحدث عن الساعة وأشراطها.
  • ثم قال الله تعالى: “يسألونك عن الساعة إذا قامت”. أي يسألك الكافرون يا محمد عن الوقت الذي تقوم فيه الساعة.
  • “لماذا تذكره؟ * مصيره إلى ربك.” وقد صرح الله تعالى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن له علم بها، وأن علمها عند الله عز وجل كغيره من الغيبيات.
  • “إنما أنت نذير لمن يخشى”. يخاطب الله تعالى نبيه محمد ويقول: ليس من الساعة شيء إلا الإنذار بها والتحذير منها لمن يخافها.
  • “” كأنهم يوم رأوها لم يلبثوا إلا عشياً أو صباحاً”” ويتحدث الله تعالى عن هول القيامة، ويقول إن هؤلاء الكاذبين عندما يرونها كأنهم لم يلبثوا في الدنيا إلا يوما وليلة.

دروس من سورة النازعات

  • إثبات وحدانية الله عز وجل وبيان الكثير من العلامات الدالة على البعث والثواب.
  • بيان مظاهر قدرة الله تعالى على القيام والثواب، وقدرته على خلق الجبال وكل شيء.
  • وعاقبة الأبرار النعيم المقيم في الجنة، وعاقبة المكذبين والكافرين دخول النار.
  • ومن أنكر البعث والعقاب والحساب فله الخلود في جهنم وبئس المصير.
  • وعلى العبد أن يكون يقظاً ومستعداً ليوم القيامة والجزاء، فإنه لا يدري متى يقبض روحه.
  • فالساعة وأوقاتها شيء خفي لا يعلمه إلا الله عز وجل.
  • وبالنظر إلى قصة فرعون وعدم ثقته وعناده.

فضل سورة النازعات

وسورة النازعات كونها من السور المكية، هي من السور التي تشير إلى الله عز وجل، فلها فضل ومكانة عظيمة، حيث فيها ما يكفي من العبر والعبر للإجابة على جميع أسئلة المنكرين والمنكرين.

  • كما أنه فيه من الأدلة والبراهين ما يدل على عظمة قدرة الله عز وجل، والتي تكون سبباً لهدايته إلى طريق الهدى.
  • وقد احتوى على قدر كبير من الأدلة النصية التي تشير إلى قدرة الله على الإحياء والبعث.
  • تقوية الإيمان في نفوس المؤمنين.

يعتبر حفظ القرآن من السنن المؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما أن فهم الآيات وتدبر معانيها وبيان ما في السور أمر واجب على المسلم، حتى يتمكن المسلم من لمساعدته على فهم دينه ومتابعة القول بالعمل.