ما هي أهمية إدارة الوقت؟ ما هي الأشياء التي تمنع الإدارة الجيدة للوقت؟ تمر الأيام الواحد تلو الآخر ونحن ننتظر التوقيت المناسب لتحقيق ما نريد، فكل شيء في الكون يتحرك باستمرار ومازلنا واقفين خالي الوفاض غير مدركين أن الزمن الذي مضى لن يعود مرة أخرى. وهكذا سنتعلم تنظيم الوقت وأهميته.
جدول المحتويات
أهمية تنظيم الوقت
الوقت كالسيف، إن لم تقطعه قطعك. نحن دائما نكرر هذا القول القديم دون وعي. لا نكاد ندرك أهمية الأيام والساعات التي تمر في حياتنا دون أدنى هدف. لأن هذا قد يكون في بعض الأحيان إدارة سيئة للوقت، في بعض الأحيان هناك من يعتقد أن الإدارة الجيدة للوقت أمر ضروري… العمل الجاد، المستمر، دون أي راحة… تكمن أهمية إدارة الوقت فيما يلي:
1- تحقيق ما نريد
من منا ليس لديه أهداف في هذه الحياة ويريد تحقيقها، ولكن قليل منا لديه الشجاعة لتحقيقها، وتحقيق ذلك لا يرتبط إلا بإدراك أن الوقت المناسب لن يأتي من تلقاء نفسه. هم من يقومون بذلك، وكلما زاد تقدير الإنسان للوقت، كلما بذل جهداً أكبر. واستخدامه بشكل صحيح سيعطي الفرد شعوراً بالرضا لأنه بذل قصارى جهده.
2- تحسين الإنتاج
أداء بعض المهام بشكل جيد قد لا يتطلب سوى تنظيم الوقت، فبفضل هذه العملية يمكن إنجاز العديد من المهام بكفاءة وفي نفس الوقت دون إضاعة الوقت، ولا شك عندما يشعر الإنسان أنه بذل قصارى جهده وقد قام بذلك. واستغلال كل فرصة في حياته لتحقيق هدفه، فهذا سيدفعه للأمام وستتطور قدرته على القيام ببعض الأشياء التي لم يأخذها في الاعتبار مطلقًا في حساباته.
تنظيم الوقت يتيح للفرد أن يكون أكثر تركيزاً لأنه يعلم أن كل لحظة مهمة وبالتالي يستمر أدائه في الارتفاع.
3- الشعور بالراحة النفسية
الإنسان إنسان مخلوق يحب النجاح والجهد، ورغم أن الوضع الحالي عكس ذلك تماماً إلا أن هذا لا يلغي هذه الحقيقة، وإدراك أهمية تنظيم الوقت يمنح الإنسان شعوراً بالراحة والسلام النفسي لأنه سيجد الوقت الذي يمكنه الاستفادة منه. لتحسين نفسه وتطوير مهاراته حتى النهاية… سيكون لديه وقت للراحة والاسترخاء.
الفرد الذي لا يفعل ذلك سيجد حياته في حالة من الفوضى، سيشعر دائماً أنه ليس لديه وقت وربما بعد عام سيبدأ في تنفيذ شيء ما، وهذا مؤشر على أنه لا يستطيع تنظيم وقته. على ما يرام.
4- تحقق من اليوم
عندما يستيقظ الإنسان في بداية اليوم ويدرك ما سيفعله فعلياً في ذلك اليوم، سيشعر أن لديه القدرة على إدارة ما يحدث في حياته، وهذا أمر طبيعي. فالفرد المستعد تماماً لمواجهة العقبات التي يواجهها في طريقه إلى النجاح سينظر إلى الوقت من منظور مختلف.. منظور يحب المسؤولية وسيدفعه إلى استغلال وقته بأفضل طريقة.
والفرق الرئيسي في تحقيق النجاح من عدمه هو أن الفرد هو من يقرر كيفية إدارة حياته، فكل الناس لديهم نفس عدد الساعات في اليوم، ويقول د. إنه من أفضل ما قام به مصطفى محمود. وفي هذه اللحظة قال: ““كل لحظة تعرض على الإنسان موقفا وتجبره على الاختيار بين البدائل، وفي كل اختيار يكشف عن غير قصد صفته ومكانته ومكانته”..
ميزات الوقت
من الممكن تحقيق أي شيء تريده، ولكن فقط عندما تفهم أهمية تنظيم الوقت وخصائصه، بما في ذلك:
- إن قيمة أثمن ما يمكن أن يمتلكه الإنسان في حياته لا يمكن قياسها بالمال.
- ولا يمكن التحكم في سرعتها لأن الوقت يمر بسرعة أكبر مما نتخيل.
- قيمة الوقت تزيد أو تنقص حسب ما يستخدم فيه، فكلما أمضى الإنسان وقته في شيء مفيد زادت قيمته.
- الماضي لا يمكن إرجاعه، وما يمر به الإنسان لا يمكن تعويضه أو تقديره بأي ثمن.
- الوقت لا يشترى ولا يباع، ولكل فرد ملكه الخاص الذي لا يمكن أن يقترضه أو يقترضه من الآخرين، لذا يجب على كل فرد أن يحسن استغلاله.
معوقات إدارة الوقت
يظن البعض أنهم بمجرد أن يفهموا أهمية إدارة الوقت سيقدم لهم النجاح على طبق من فضة، ولكن هذه ليست الحقيقة، فالأمور ليست بهذه البساطة لأنه لا بد أن يكون هناك بعض المشاكل التي تمنع ذلك وهذه حقيقة . أمور سنتحدث عنها في السطور التالية:
واحد– الحواجز الإيمانية
ننصحك بالقراءة
قد يكون السبب في عدم قدرة الفرد على استغلال وقته بشكل جيد هو كثرة الذنوب التي يرتكبها، والانشغال بالحياة وشهواتها وملذاتها، واتباع سياسة المماطلة، وهذه الفجوة تتطلب من الإنسان أن يقوم بمضاعفة جهده من أجل القيام بعمله. للهروب من ذلك وتنظيم وقتك، وليس هذا فقط، بل أيضاً أن الفرد لا ينتبه لأهمية التنظيم، فالوقت هو أحد الأسباب التي تحول بين الإنسان ونجاحه.
2– العقبات الإدارية
إن عدم إدراك الإنسان لأولوياته التي هي من الأمور التي تنظم الوقت، يمثل كارثة لأنه يصبح كمن يدور في حلقة مفرغة وفي النهاية لا يحقق شيئاً. ترك ما هو مهم وانتقل إلى أشياء أخرى، ومن العوائق التي تواجه الإنسان هو عدم قدرته على التخطيط، حسناً، ستراه يقوم بالعديد من المهام في وقت واحد، والتي تتطلب الكثير من الجهد.
كما لا تخلط بين هذه المهام وبين الوقت الذي يمكن أن يستمتع فيه المرء بالراحة وكذلك الاندفاع المبالغ فيه في اتخاذ القرارات، فمن الطبيعي أن تكون هناك بعض المشاكل ولن يتم كل شيء على أكمل وجه، لكننا نبذل قصارى جهدنا. وما يجب فعله هو تتبع مصدر المشكلة ووضع الحل المناسب لها، وعندما لا يفعل الفرد إلا القليل من ذلك يواجه الكثير من العوائق التي تمنعه من تنظيم وقته والقيام بما يريد.
3- العقبات الشخصية
قد تكون هناك حالات خارجة عن سيطرة الشخص؛ إن وجود مشاكل صحية أو عائلية أو أطفال، أو عدم الشعور بالمسؤولية قد يجعل المرء يدرك حقيقة الوقت ويحتاج إلى اتخاذ إجراءات بشأن هذه المسألة. في حالة الإهمال وعدم الوعي بأهمية تنظيم الوقت، ابدأ بالحركة ولا تبقى خاملاً.
بالإضافة إلى عدم وجود وقت فراغ يسمح للإنسان بالاسترخاء من خلال القيام بما يريد، مثل قراءة كتاب أو الاستماع إلى محاضرة مفيدة، وهذا يمنعه من تنظيم الوقت، وأحياناً يمكن أن يكون ذلك بسبب عدم انضباط الشخص و ينام لفترات طويلة من الوقت، وبما أنه طويل جدًا، بالطبع تحتاج إلى وضع خطة والبدء في تنفيذها، فلن يكون هناك وقت كافي لذلك.
4- الحواجز الاجتماعية
يواجه الإنسان بعض الصعوبات التي تحده بشكل ما وتمنعه من إدارة وقته بالشكل المخطط والمرغوب، ومن أمثلة هذه العوائق عدم احترام المجتمع لأهمية الوقت. والتعامل معها بطريقة عشوائية للغاية، ومن هنا ستكون هذه الفكرة رائجة في هذا المجتمع، وحتى لو أدرك الفرد أهمية ذلك فإنه سيواجه العديد من العقبات لإتمام ما يريد بطريقة احترافية وجيدة.
كما أن الشخص الاجتماعي يجد أن حجم علاقاته مع الآخرين كبير جدًا، فإذا وضع خطة مثالية ولديه عشرين صديقًا في حياته، كل منهم له مشاكله وحياته ويحتاج إلى من يتحدث معه، فإذا خصص كل واحد منهم لن يتمكن من تحقيق خطته إلا بعد أن يصل إلى نهاية اليوم، وهذا غير صحيح، وهذا لا يعني أنه يجب علينا الاعتناء بأنفسنا فقط، بل على العكس من ذلك، يجب أن يكون كل شيء على ما يرام. يتم إلى حد ما بحيث لا يبقى الفرد في نهاية اليوم دون الحصول على ما يريد، ولو قليلا.
طرق تنظيم الوقت
من طرق الإدارة الجيدة للوقت هو الالتزام بمبدأ الأولويات، فحياتنا لا تخلو من المسؤوليات وأشياء كثيرة تتطلب منا تحقيقها، إلا أن المرء قد لا يجد الوقت الكافي لإنجاز كل هذه الأمور. وهذا ما يدفعه أحياناً إلى تحقيق… نتائج لا ترضيه أبداً، وهذا المبدأ يعتمد على سياسة التنفيذ الأولي للقضايا المهمة والملحة.
على سبيل المثال: إذا كان الموعد النهائي لمشروع ما، فإن أي قضية لا تحتاج إلى تأخير ضرورية وعاجلة، فالقضايا التي تكون مهمة ولكنها ليست ملحة، ورغم أن كل منها مهم، إلا أن قضية واحدة لها الأولوية على الأخرى. والآخر يتبعه دور الأمور العاجلة ولكن غير المهمة، والتي قد يعتقد الفرد في البداية أنه يجب القيام بها، على الرغم من أنها ليست مهمة.
كما يمثل التحكم في الوقت إحدى طرق إدارة الوقت، والتي تتمثل في الصبر، فمن الطبيعي أن يشعر الإنسان بالملل بعد فترة زمنية معينة أو عند الانتهاء من مهمة مهمة تتطلب جهداً. وفي هذه الحالة يميل الفرد إلى إضاعة الوقت، فطبيعة الروح المتسرعة هي التي تجعله يفعل ذلك، راغباً في تحقيق النتائج دون تعب، والصبر من الصفات التي تمكن الإنسان من القيام بذلك.
كما أن استخدام دفتر ملاحظات لتدوين كل ما تحتاجه لإنجازه وتخصيص الوقت لمهمة ما يعد طريقة جيدة لإدارة الوقت.
الأمثال عن الوقت
هناك العديد من الأمثال التي تؤكد على أهمية إدارة الوقت، ومنها ما سنتطرق إليه فيما يلي:
- “افعل كل شيء في نفس الوقت، لأن القيام بشيئين في نفس الوقت سيؤدي إلى خسارة كليهما.”“
- “الوقت لا ينتظر“إن أقصر وأبلغ تعبير هو أن الوقت يمر بشكل أسرع مما نعتقد، وإذا لم نستثمر فيما نريد، فسوف نندم عليه حتماً.”
- “التوقف عن التعلم لأنه لا يوجد وقت هو مثل إيقاف ساعتك على أمل الحفاظ على الوقت.”.
- دكتور. يقول مصطفى محمود:ولكن سر الحياة هو السعي لتحقيق الهدف.”.
- وكما قال ستيفن كوفي:”الشخص الذي أنا عليه اليوم هو نتاج اختيارات الأمس لذا اختر المكان الذي تريد أن تقضي فيه بقية حياتك مع هذا.”
- الوقت كالدرهم، الدرهم الوحيد الذي تملكه هو عليك أن تقرر أين تنفقه، فلا تدع الآخرين ينفقونه نيابة عنك..
قال العلامة الشهير الحسن البصري:يا ابن آدم إنما أنت أيام، إذا ذهب يوم ذهب بعضك». علينا أن نضع ذلك في الاعتبار لندرك أهمية إدارة الوقت.