ولقلة الفهم فإن حكم الطلاق من الأحكام التي يختلف عليها أهل الدين، فالله تعالى أباح الطلاق لكنه لم يعجبه المباح، وفي أغلب الأحيان ينزعج الرجل أو المرأة من العلاقة الزوجية. العلاقة ويبدأ الطلاق. وبالنظر إلى الطلاق بسبب عدم التفاهم بين الزوجين، سنتبين هل يجوز الطلاق في هذه الحالة؟
جدول المحتويات
قرار الطلاق بسبب عدم التفاهم
في أغلب الأحيان، فإن عدم وجود لغة مشتركة للحوار بين الزوجين، وزيادة الخلافات والشجار، وزيادة التوتر في المنزل، يؤثر سلباً على الحالة النفسية للأطفال.
وفي هذه الحالة يبدأ الزوجان بالتفكير في الطلاق ويطرح السؤال التالي: هل يجوز الطلاق أم لا إذا لم يكن هناك اتفاق بين الزوجين؟
ومما لا شك فيه أن الطلاق وإن كان جائزاً، إلا أنه أقبح المباحات كلها؛ ولذلك، فمن الضروري التفكير مرارا وتكرارا قبل اتخاذ هذه الخطوة.
اتفق العلماء على أنه إذا كان أحد الزوجين فيه صفات مكروهة فالأولى به هو الصبر واحتساب أجره والدعاء له بالهداية، أما إذا استمرت الحياة بينهما جاز طلب الطلاق. مستحيل.
وبعد استنفاد كافة الجهود للإصلاح بين الزوجين، فإن الحل هو الطلاق، وقد أخبر الله تعالى أن الحياة بين الزوجين يجب أن تقوم على المحبة والرحمة.
يحق لكلا الطرفين أن يوفرا لبعضهما البعض الراحة والحب والتفاهم، لذلك يجب بذل كل جهد لضمان استمرار الحياة.
الحالات التي يجوز فيها طلب الطلاق
وعند التعرف على حكم الطلاق لعدم التفاهم، تجدر الإشارة إلى أنه لا يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق من زوجها بدون سبب، كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم. وفي هذا الحديث العظيم:
«إن رائحة الجنة محرمة على امرأة أرادت أن تطلق زوجها من غير بأس.“(رواه أبو داود والترمذي)
ولذلك يمكن القول أنه يمكن للمرأة أن تطلب الطلاق من زوجها في بعض الحالات إذا تضررت منها وهذه الحالات هي كما يلي:
1- عدم قدرة الزوج على العمل
ولنفترض أن العجز الجنسي لدى الزوج من المسائل التي يمكن للزوجة أن تطلب الطلاق بسببها، فالعلاقة الزوجية من المسائل الضرورية التي لا ينبغي للرجل ولا للمرأة أن يتجنبها.
إذا كان الزوج غير قادر على تلبية احتياجات المرأة الخاصة أو كان لديه عيوب مثل فقدان قضيبه أو الخصاء، فيمكن للمرأة طلب الطلاق.
أو حتى لو كان الزوج مصاباً بمرض عقلي كالجنون أو أي عاهة كالجذام، فمن الممكن للزوجة أن تطلب الطلاق.
2- إهانة الزوج لزوجته
لنفترض أن سب المرأة وضربها وشتمها من الأمور التي تبيح للمرأة أن تطلب الطلاق من الرجل لأن الرجل يؤذيها بشكل مباشر.
كما أنه إذا انتهكت حقوق المرأة جاز لها أن تطلب الطلاق ولا إثم في هذا الطلب.
3- عدم الإنفاق
وفي إطار التعرف على حكم الطلاق لعدم التفاهم، إذا كان الزوج لا يستطيع رعاية زوجته لأي سبب من الأسباب، فإن الرجل ملزم برعاية زوجته.
وفي هذه الحالة يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق، وإن كان الأفضل للمرأة أن تصبر وتساعدها في نفقتها، أما إذا طلبت الطلاق فلا إثم عليها.
4- في حالة سفر الزوج أو سجنه
إذا سافر الزوج أكثر من ستة أشهر وتضررت زوجته من ذلك أو خشيت نفيها للشقاق، فهذا يبيح للزوجة أن تطلب الطلاق منه، ولكن الأصل هو هذا: وعلى المرأة أن تصبر وتحتسب الأجر.
وكذلك إذا حكم على الزوج بالسجن، تتاح للزوجة فرصة طلب الطلاق، ولا إثم على المرأة في ذلك.
5- فسق الزوج
إذا ارتكب الزوج الكثير من الكبائر والتجاوزات والمعاصي ولم يقم بما أوجبه الله تعالى عليه، يجوز للزوجة أن تطلب الطلاق.
ولكن تجدر الإشارة إلى أن المرأة يجب أن تبذل قصارى جهدها في نصح الرجل وإثناءه عن سلوكه غير الأخلاقي.
6- حقد الزوجة وكراهيتها لزوجها
وأما معرفة حكم الطلاق بسبب عدم التفاهم، فينبغي التنبيه على أنه إذا كانت المرأة لا تحتمل زوجها، ولا تشعر تجاهه بالحب والمودة.
ننصحك بالقراءة
وفي هذه الحالة، إذا كان الزوج لا يرى في زوجته التسامح والصبر، جاز له أن يطلق زوجته، وكذا قال ابن جبريل.
كما أن طلب المرأة الطلاق في هذه الحالة لا يعتبر إثماً عليها إذا كان الطلاق هو الحل الوحيد والأخير للتخلص من همومها والتخلص من متاعبها.
شروط صحة الطلاق
بالإضافة إلى معرفة حكم الطلاق لعدم التفاهم، تجدر الإشارة أيضاً إلى أنه يجب توافر بعض الشروط حتى يكون الطلاق صحيحاً، وهذه الشروط هي كما يلي:
الشروط المتعلقة بالزوج
انطلاقاً من حكم الطلاق لعدم التفاهم نقول أن هناك شروطاً خاصة بالزوج حتى يكون الطلاق صحيحاً وهذه الشروط هي كما يلي:
1- أن يكون الزواج صحيحاً
ومن الجدير بالذكر أنه لكي يتم الطلاق ويكون صحيحاً، لا بد من وجود عقد زواج صحيح بين الزوج والزوجة.
2- المراهقة
ومن أهم الشروط التي يجب أن تتوفر في الزوج حتى يكون الطلاق صحيحاً، أن يكون الزوج بالغاً، فلا يجوز تطليق الابن.
3- العقل
اتفق العلماء والفقهاء على أنه كما لا يصح طلاق المجنون، فيجب أن يكون الزوج عاقلا حتى يقع الطلاق.
4- النية والاختيار
وعند الحديث عن حكم الطلاق لعدم التفاهم تجدر الإشارة إلى أن النية والاختيار يعني عدم إجبار الزوج على الطلاق، وقد اختلف العلماء في حكم طلاق الغضوب، فمنهم من قال الطلاق جائز، وقال آخرون: حسب شدة الغضب.
كما اختلفوا في حكم طلاق المريض والسفهاء، ولكنهم اتفقوا على صحة طلاق السفهاء.
الشروط المتعلقة بالمرأة
بالإضافة إلى معرفة حكم الطلاق لعدم التفاهم، يشترط على المرأة بعض الشروط حتى يكون الطلاق صحيحاً، وهذه الشروط نذكرها في الفقرات التالية:
1- الزواج
وبعد ذكر حكم الطلاق لعدم التفاهم، لكي يكون الطلاق صحيحا، لا بد من صحة الزواج، وهذا الشرط مقبول بإجماع جميع الفقهاء والعلماء.
2- تعريف المطلق
واعلم أن العلماء قد أجمعوا على أن المرأة التي يريد الرجل طلاقها يجب أن تتم الإشارة إليها إما بالنية، أو باللفظ، أو بالإشارة.
الشروط المتعلقة بصيغة الطلاق
وإذا استخدمنا كلمة الطلاق للحديث عن حكم الطلاق لعدم الفهم، فإننا نقصد الكلمة التي تعبر عن الطلاق.
وحتى يكون الطلاق صحيحاً لا بد من ذكر كلمة الرجل التي يطلق المرأة، وأحياناً يتم استخدام نص أو إشارة بدلاً من هذه الكلمة.
ولهذا السبب دعونا نتحدث عن الشروط المتعلقة بصيغة الطلاق، بعضها يتعلق بالنطق، وبعضها بالكتابة، وبعضها بالعلامات.
1- شروط النطق
وفي إطار معرفة حكم الطلاق لعدم الفهم، ينبغي أن يعلم أن اللفظ المعبر عن الطلاق يجب أن تتوفر فيه الشروط التالية:
- ويجب أن تكون الكلمة محددة، أي ذات معنى واضح، فإذا قيلت كلمة الطلاق بلغة غير مفهومة، لم يقع الطلاق.
- كما يجب أن تكون نية الطلاق موجودة بجانب كلمة الطلاق.
- إلا أن المالكية استثنوا بعض الأقوال التي لا تحتاج إلى نية: “أطلقت سراحك لأن هذا يدل على جواز الطلاق ولو لم يكن مع نية”.
وأما شروط الإشارة والكتابة فهناك فرق بينهما، لكن الاتفاق على أنه لا يجوز إتمام الطلاق بالكتابة أو الإشارة إلا في حالة عدم القدرة على نطق كلمة الطلاق بشكل صحيح.
حيث أنه من الضروري محاولة الوصول إلى حل من شأنه تحسين الحياة بين الزوجين، ولكن إذا لم يكن هناك حل آخر أو في حالة حدوث أي من الحالات المذكورة أعلاه، فإن الطلاق هو الحل الأخير الذي يستخدمه الزوجان. يمكن تطبيقها.