كم عدد أصحاب العرش المذكورين في القرآن الكريم؟ منذ زمن سحيق، وحتى الآن، كانت السماء والعالم الغامض وغير المرئي الذي وراءها محور اهتمام الإنسان. وأسئلتهم عن أسرار الله تعالى وخلقه لا نهاية لها.
من الأسئلة التي تشغل بال الكثير من الناس هو عدد أصحاب العرش المذكورين في القرآن الكريم. ورغم أن الإجابة لا تزيد عن ثلاث كلمات، إلا أن الكثير من الناس يرون أن هذا السؤال غامض وجذاب.
ولذلك سنعرض في هذا المقال كافة المعلومات والأبحاث الواردة في القرآن الكريم حول هذا الموضوع المتوفرة لدينا، وسنبحر معًا في عالم أسراره ونحاول الإجابة على هذا السؤال المحير: كم عدد حامليه؟ العرش هل ورد ذكره في القرآن الكريم؟
جدول المحتويات
حامل عرش الرحمن
قال الله تعالى: “والملك على جنباته وهو يحمل عرش ربك وعليهم يومئذ الثامن”. [الحاقة:17].
- وبناء على ما تقدم فإن الجواب على السؤال: كم عدد أصحاب العرش المذكورين في القرآن الكريم؟ هي في الثامنة من عمرها.
- لكن هل يمكننا بالتأكيد أن نقول إنهم ثمانية؟ ثمانية أشخاص فقط؟ وقد تكلم السلف عن عدد أصحاب العرش، وتتنوع الأقوال بين ثمانية صفوف من الملائكة، لا يعلم عددهم إلا الله، وأربعة فقط يوم القيامة، وثمانية آلاف وثمانية صفوف وثمانية أجزاء.
- ومن هذه الأقوال، تذكر بعض القصص أن هؤلاء الحاملين للملائكة مكونون من ثمانية أجزاء، ويتراوح عدد كل جزء من الإنس والجن والشياطين والملائكة.
- وإذا كان هذا الحديث يشع من ناحية الغموض والشبهة، فإنه من ناحية أخرى يلهم النفس للتساؤل عما وراء الكون والتعمق في أسرار الخالق وحكمته.
أين كان عرش الرحمن قبل خلق السماوات والأرض؟
- ويتفق علماء الفلك اليوم على أن الكون الذي نعيش فيه لا يمكن أن يكون قد خلق نفسه بنفسه، بل يحتاج إلى خالق عظيم يمتلك صفات الكمال والجمال والجلال والعلم والقدرة.
- فالكون واسع المدى، دقيق البنية، دقيق الحركة، منضبط في كل أمر من شؤونه وحركاته.
- وحتى علماء الفلك غير المسلمين يدركون أن الكون يحتاج إلى مرجع خارجي يمنحه الوجود ويحدد حدوده.
- ولذلك فإن الإله العظيم الذي خلق هذا الكون لا يمكن أن يكون محدودًا بالمكان والزمان، ولا يتشكل بالطاقة، فهو خالق الكل.
- وكما يقول علماء الإسلام القدماء: “”ما ظننتم به فالله غير ذلك”، وهذا يؤكد وجود الخالق العظيم الذي لا يمكن تعريفه أو تصوره بمعايير الزمان والمكان والمادة والطاقة.
قال الله تعالى: “وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا”.
وبناء على ما سبق من بيان الرب عز وجل فإن عرش الرحمن كان فوق الماء، ولكن أي ماء؟ وهذا شيء غير مرئي، والله أعلى وأعلم، ولكن ربما هو خارج حدود الكون الذي ندركه حاليا.
وقد ورد في وصف موقع العرش الكريم ما يلي:
وقال صلى الله عليه وسلم: «إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الجنة، فإنها أعلى الجنة، وأوسط الجنة، وفوق عرش الرحمن».
وصف أصحاب العرش
- ويحكي ابن كثير عن ملائكة العرش الذين اختارهم الله تعالى بعناية لحمل عرشه العظيم.
- يفتخرون بحمد الله وتمجيده، ويقومون بوظيفة واحدة: حمل عرش الرحمة.
- ولهم ثمانية ملائكة يطفوون في السماء، وثمانية آخرون يحملون عرش الله يوم القيامة.
- وهذا يدل على أن لله عز وجل عرشاً يجب حمله، وأن هذا العرش ليس الملك نفسه، لأن الملكوت هو مجموع الخلق، بما في ذلك ملائكة العرش الذين كلفهم الله بحمل عرشه الجليل.
- وتؤكد الآيات أنهم ملائكة من خلق الله، يحملون العرش يوم القيامة، ويكونون حوله في الدنيا.
- وعددهم يوم القيامة ثمانية، ولكن لم يتم التأكد من عددهم الآن أو من سيتولى العرش بعد وفاتهم.
وجاء في وصف حملة العرش ما يلي:
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أذن لي أن أروي عن ملك من ملائكة الله» «الذي يحمل العرش إن ما بين شحمة أذنه إلى كتفه مسيرة سبعمائة عام».
وفي الختام يمكن القول أن عدد أصحاب العرش المذكور في القرآن الكريم ما هو إلا مؤشر على قدرة الله تعالى وعظمته اللامحدودة، ولا توجد معلومات لمعرفة عددهم بالضبط.
ومع ذلك، فمن الواضح أن هذه الكائنات السماوية المهيبة تحتل مكانة مهمة في الإسلام وتعبر عن عظمة وقوة الإله الواحد اللامحدودة.
إن تأمل هذه الآيات ومعانيها يعتبر أمرا مهما بالنسبة للمسلمين، لأنه يساعد على تعميق الإيمان وتقوية العلاقة مع الله، ويذكرنا دائما بأن الله هو المسيطر على كل شؤون الكون وأن القوة الحقيقية تنبع منه وحده.
لذلك دعونا نستمر في البحث والتعلم والتأمل في تلك الأشياء النبيلة التي تذكرنا بعظمة الله وتعلمنا الكثير عن هذا الكون العظيم الذي خلقه الله بحكمته الكاملة.