متى يكون الطلاق الحل الأمثل للرجل؟ كيف يمكن أن يكون متأكدا من هذا؟ ربما يكون الرجل في البداية في حيرة من أمر قرار الطلاق، وتتعدد أسباب ذلك؛ إما الخوف مما سيقوله البعض…الأقارب والجيران، أو الخوف من فقدان الأطفال وتشريدهم، إلخ. الحل الأفضل للرجل هو من يقرره فوراً… وهذا ما سنسميه أدناه…
متى يكون الطلاق الحل الأمثل للرجل؟
لا خلاف أن الطلاق هو أبغض الأشياء إلى الله وربما يكون الملاذ الأخير عندما تذهب كل الجهود هباءً، ولكن في بعض الحالات عندما يصبح فقدان الحب مستحيلاً، يصبح الحل الأنسب والأكثر موثوقية.
ويحاول الزوج جاهداً الحفاظ على أصول الأسرة تحت إشراف زوجته وأبنائه إن وجدوا، إلا أن هذا الأصل قد يتعرض لبعض الانهيار بسبب اعتقاده المجنون بأنه لا سبيل للعودة إلى استقراره السابق. وعلى هذا يختار الحل الأقرب حتى لا يذهب عمره هباءً، فالرياح العاتية تجعله يهرب ويقرر الطلاق، وفي هذه الحالة يكون الطلاق هو الحل الأمثل للرجل.
لقد جعل الله في الزواج سلاماً ورحمة، فعندما يقبل الطرفان بعضهما البعض، تتكون بينهما رابطة القرب والمحبة. لكن الحياة لا تسير بنفس الوتيرة ومن الممكن أن ينجر الطرفان إلى نهر الخلافات. ومعارك تؤدي إلى الانفصال.
ونحن نعلم أن أسس الاستقرار الأسري تكمن في الاستقرار، فلا يمكن تدميره بسهولة. فإذا فشلت كل المحاولات لتحقيق الاستقرار المنشود فشلاً ذريعاً، فإن سلبيات الزواج ستطغى على إيجابياته، فيكون الطلاق هو الحل الأمثل. وعندما تكون الزوجة هي سبب الخلل الحالي في الأسرة، فهذا ما يشتاق إليه الزوج: ذلك الزواج.
فالمسألة نسبية ولا شك فيها، فما يراه أحد الأشخاص كافيا للطلاق قد لا يعطيه الآخر أهمية، وتختلف آراء الرجال في الأسباب التي قد تؤدي إلى الانفصال، وهذا لا ينفي كفاية الطلاق. وهناك بعض المسائل التي ليس فيها تعارض، نهايتها طلاق محتم، فلا يقبلها. لا أحد من الرجال، بغض النظر عن قدرتهم على التحمل.
عندما يكون قرار الرجل بالرحيل جدياً، سترى أنه لا يأخذ مشاعر زوجته بعين الاعتبار، فهو لا يريد أن يتخيل كيف سيكون حال زوجته بعد الطلاق، لا يتذكر أياً من الذكريات التي جمعتهما معا، وقلبه يؤلمه. ولا يقترب منها مرة أخرى… وهذا يدل على أن هناك أسباباً قوية تجعله لا يهتم بأي شيء، وبعيداً عن تنفيذ قرار الطلاق يمكننا أن نسرد بعضاً منها كما يلي:
1- خيانة زوجته
لا يقبل ذلك إلا أقرانهم، أولئك المتساهلون وفي نفوسهم هذا المرض، فيقبلون الخيانة وكأنها خطأ غير مقصود، أما بالنسبة للرجال فلا مجال لهذا ولا مغفرة له، لماذا لا؟ الأمر نفسه ينطبق على النساء اللاتي لا يقبلن تحت أي ظرف من الظروف أن يتعرضن للخيانة من قبل شخص يحبهن حقًا.
المرأة التي تفكر في خيانة زوجها وتبرر ذلك لنفسها… فلنؤكد أنها لا تملك مبرراً كافياً وكل ما تختلقه هو أعذار واهية، ولا ينبغي أن يعاقب على ذلك الزوج البعيد البعيد المريض. الخيانة ولو أخطأ في حق زوجته… خيانة… لا تغتفر.
ولذلك، “متى يكون الطلاق هو الحل الأمثل للرجل؟” ويمكننا أن نقول إن سؤالنا يتعلق بالخيانة الزوجية، ولا يوجد سبب آخر يمكن مقارنته به. إذا شعر الرجل أن زوجته تخونه وتأكد من الأمر، فالانفصال عنها هو الخيار الأمثل، وربما يجد في المستقبل من يصون عرضه ونفسه.
ولا تقتصر الخيانة الزوجية على الزنا. بعض الناس لا يدركون مدى ذلك. حتى أنه يشمل دقة الهاتف. ومن لا يعاقب نفسه ينتهك قداسة الله. لقد سمح لها الله بالزواج من أجل عفتها، فلماذا الخيانة؟ ومن لا يصون عفتها لا يستطيع أن يصون زوجها وبيته.
2- زوجة غير مسؤولة
وهو الرجل الذي لا يفضل أن تتحمل زوجته مسؤولية معينة، وأن تكون جديرة بثقة زوجها وأولادها، وأن تعتني ببيتها على أكمل وجه. تهرب من أنظار زوجها وعندما يسوء الوضع يكون الحل هو الانفصال عنه.
كما أن عدم مسؤولية المرأة يشمل إهمالها لحقوق زوجها عليها، حتى عندما تحسن معاملته، وهنا يكون الطلاق هو الحل الأمثل للرجل الذي ييأس من طبيعة زوجته التي لا قيمة لها. للجهد الذي بذله والأعباء التي وقعت على عاتقه.
وكما هو الحال في حالة تنازل الزوج عن الحضانة، فإن زوجته لا تشعر بالأمان على الإطلاق من حوله، ومن بين عدم مسؤولية المرأة تعرضها للعنف من خلال انتهاك خصوصية مؤسسة الأسرة من خلال السماح بالتدخل الخارجي. فالشخص المسؤول هو الذي يحاول إدارة شؤون بيته بسرية تامة، وبالتالي يحافظ على أسرار زوجها وأبنائها على مرأى من الجميع ولا يفشيها.
3- تدخل أهل المرأة في العلاقة
إن إحجام الزوج عن تعطل العلاقة بسبب تدخل كبير من أطراف خارجية ليس أقل من مفاجئ. يريد الرجل المزيد من الخصوصية فيما يتعلق بأموره الخاصة مع زوجته ولا يسمح بالنميمة. وهذا ما يكرهه ويتعبه. على المدى البعيد.
ننصحك بالقراءة
عندما تجعل زوجته حياتها الخاصة علنية، يبدأ الرجل بكره هذه الصفات منها، أحيانًا قد يلومها، وأحيانًا يمكن أن يكون قاسيًا معها، لكن زوجته تستمر في شرح هذا الوضع لأهلها وأحبائها. زوج محمي.
وبسبب هذا التدخل ينشأ صراع وفي هذه الحالة اليائسة يكون الطلاق هو الحل الأمثل للرجل الذي لا حول له ولا قوة إلا في تغيير حال زوجته التي تكشف أسرارها. وبما أن الخصوصية معدومة، فهو يتوق إلى أن يكون مع زوجة ناضجة تعرف كيف تحفظ أسرار زوجها وبيتها.
4- الشعور بعدم التقدير
ونحن نعلم أن الرجل لن يقبل سوء معاملة زوجته أو أي نوع من الإهانة، حتى ولو كانت أقل لفظية أو خفية أو علنية، لذلك فإن الطلاق هو الحل الأمثل عندما يشعر بقلة التقدير والاحترام. وفي هذه الحالة بالنسبة للرجل، خاصة إذا كان يلوم زوجته أكثر من مرة على تصرفاتها وما زالت تصر على إهانته، لأنك إذا لم تحترميه فلن تحبيه على الإطلاق.
العلاقة الزوجية السليمة مبنية على الاحترام المتبادل، وإذا أخل أحد الطرفين بذلك نشأت خلافات تؤدي إلى الطلاق، والاحترام أشمل من الحب لأنه حافز يجعل الشريك يرغب في الاستمرار.
ولذلك فإن الطلاق هو الحل الأمثل للرجل الذي لا يحظى بالاحترام والتقدير من زوجته ويستحق ذلك، والذي يدرك أن علاقته بها تسبب له ضرراً نفسياً لا يستطيع تحمله. والمرأة التي لا تستطيع أن تحصل على نصيبها من احترام زوجها لها تشعر بنفس الشعور.
قد ينشأ شعور الرجل بعدم التقدير وعدم الاحترام عندما ترفض شريكته إقامة علاقة حميمة معه دون عذر مقبول، فيشعر بالإهانة، وعندما يحاول المناقشة ومعرفة السبب لا يجد سوى عدم الارتياح. والتعليقات السلبية والانتقادات اللاذعة.
ولا تستغربي إذا طلقك زوجك لأنه لم يأذن لك، فهذا أمر مفروغ منه للرجل، إلا إذا كانت لديك أسباب كافية لانتهاك حقوقه الزوجية الأساسية.
5- لا مجال للتفاهم
نحن نعلم أن العلاقة الناجحة بين الشريكين تعتمد كلياً على وجود دائرة من التفاهم، فماذا نعني بلغة الحوار الجيد والمناقشة الدائمة وتقبل النقد، ولكن ماذا عن الشركاء عندما يكونون في أمس الحاجة إليها؟ ما رأيك في مثل هذا الفهم في ظل الظروف المتغيرة وتقلبات الحياة المضطربة؟
يجب أن تعلمي أن الطلاق عندما يكون الحل الأمثل للرجل، لا يجد تفاهماً يدفعه إلى المضي قدماً، فتكثر المشاحنات والخلافات دون حل، وتمتلئ النفوس بالحقد والعناد، وينقلب الوضع. كما لو كانوا منافسين حقيقيين وليسوا زوجين.
من الطبيعي أن تكثر الخلافات الزوجية، لكن من غير الطبيعي أن تتصاعد هذه الخلافات إلى حد النفور، إذ ليس لدى الزوجين ما يزيد من وجود حلول مختلفة ومرضية لأنفسهما.
الطلاق هو الخيار الأفضل لكلا الطرفين
لا ينبغي اتخاذ قرار مثل الطلاق باستخفاف. لو كان الفراق سهلا لما كان للزواج قيمة أصلا. إلا أن الأسباب والمبررات تختلف، فمنها ما يجعل الانفصال حتميا لطرف دون الآخر. وبعضها اتفق عليه الطرفان معًا.
لقد تعلمنا على نطاق واسع أن الطلاق هو الحل الأفضل للرجل، ولكن هناك أسباب أخرى تجعل الطرفين، بمجرد وقوعه، يتفقان على أن الطلاق هو الخيار الأفضل لهما ولا يمكن الرجوع إليه. وعلى العكس من ذلك، فإن القرار المتسرع جاء نتيجة لأشياء كثيرة، ومن علامات ذلك… أن الطلاق خيار مناسب للطرفين:
- يرغب الزوج في الزواج من امرأة أخرى لأي سبب من الأسباب، لأن زوجته لا توافق على هذا الوضع وتعتبره خيانة.
- ورغم أن هناك زيجات مبنية على مصالح أخرى غير الحب وما زالت مستقرة، إلا أن عدم وجود شعور بالحب لدى الطرفين هو في حد ذاته سبب كافي لاتخاذ قرار الانفصال.
- عندما يبقى الزوجان معًا من أجل أطفالهما فقط، فهذا تحذير من أن الانفصال قادم، حيث سيصل الأطفال حتماً إلى مرحلة النضج التي ستمهد لهم الطريق لإدراك أن والديهم لا يريدون الاستمرار معًا.
- يرى البعض أن الزواج هو أهون الشرين، فالرجل يبقى في علاقة قاحلة لأنه لا يستطيع العيش بمفرده، بينما تستمر المرأة في زواجها لأنها تدرك أن الطلاق محفوف بالمخاطر بالنسبة لها. في عملية الطلاق.
- فقدان الثقة في الشريك يمهد لانتهاء العلاقة لأن الثقة هي حجر الزاوية في الزواج، فبدون الثقة هناك مجال للشك والكراهية والاشمئزاز.
ولشيء من الموضوعية، ومن أجل حماية مؤسسة الأسرة من المآسي والتغيرات، يجب على الطرفين محاولة التوفيق بين العلاقة في إطار الحفاظ على علاقة زوجية جيدة، وعدم الندم على نتيجة الانفصال. حياتك.