دعني أخبرك أولاً عن المدينة المنورة، التي يطلق عليها أحيانًا “الطريق الطيب”، وهي إحدى أهم المدن الإسلامية في العالم.
وكانت هذه المدينة موطن النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومركزاً لنشر الإسلام وتأسيس الدولة الإسلامية الأولى
ولم يكن هناك مجتمع في تلك الفترة يمكن أن يسمى مسلما إلا إذا اعتنق النبي محمد وآمن به واتبع شريعته.
ولذلك فإن الذين آمنوا بالرسول آمنوا بالله وبعظمة الإسلام. ومن خلال فهم تاريخ المدينة المنورة، يمكننا أن نفهم أهمية هذا الدين والتزام الناس به في بناء المجتمعات الإسلامية.
جدول المحتويات
رد أهل المدينة الذين آمنوا بالرسول الكريم
- الجواب: الأوس والخزرج
مكونات مجتمع المدينة المنورة
عرف العالم المدينة المنورة منذ القدم بمكانتها الخاصة في تاريخ الإسلام والحضارة العربية.
المدينة المنورة سابقاً كانت تضم العرب واليهود فقط، لكن مع قدوم المسلمين من مكة ووصول الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة الجديدة تغيرت المدينة تماماً.
وبدأت الطوائف الأربع – المهاجرين والأنصار والمنافقين واليهود – بالتشكل، وأصبح من الضروري تنظيم العلاقات بين هذه الطوائف الكثيرة حتى ينتشر الدعوة الإسلامية في جميع أنحاء المدينة وخارجها.
المهاجرين والأنصار
- وكان المهاجرون هم الركائز الأساسية لانتشار الإسلام في المدينة المنورة. وهم الذين واجهوا أصعب التحديات وأكبر المصاعب وتركوا كل شيء خلفهم ليتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم في رحلة الهجرة.
- أما الأنصار فكانوا رمزاً للرحمة والتسامح. لقد أظهروا التضامن والولاء وفتحوا أبوابهم للمهاجرين الجدد وشاركوا في بناء المدينة وتطويرها.
- وبالإيمان والتعاون بين المهاجرين والأنصار، وبتوفيق الله، قامت الدولة الإسلامية في المدينة المنورة. وكانوا جميعا شركاء في بناء الأمة الإسلامية وتوسيع نطاق الدعوة الإسلامية في جميع أنحاء العالم.
- لنعود للسؤال مرة أخرى، من هم أهل المدينة الذين آمنوا بالرسول؟ الجواب هو الأنصار.
المنافقين واليهود
- وكانت الدعوة إلى الإسلام مصدر انقسام وتحدي في المجتمع المدني. وبينما أسلم كثيرون بإيمان صادق، تسلل المنافقون بقلوب وأفواه كاذبة تنطق بالشهادة بغير الحق.
- وكان عبد الله بن أبي بن سلول العوفي سيد الخزرج ومن المنافقين الذين كانوا أشد بغضاً وبغضاً للنبي صلى الله عليه وسلم. ومن ناحية أخرى، أصر سيد الأوس أبو عامر عبد عمر بن صيفي بن النعمان على كفره وخرج مع بضع عشرات من الرجال من المدينة المنورة.
- وقد رحب يهود المدينة بالنبي صلى الله عليه وسلم في البداية، لكنهم سرعان ما عارضوا سياسته في جمع العرب وتوحيدهم وسعوا لتحقيق أهدافهم الشنيعة.
- وفي هذا السياق، كانوا يعيشون داخل المدينة، وكان لهم مكانة وسلاح، بينما انحصر بنو النضير وبنو قريظة في مزارعهم القريبة من المدينة وحاولوا إثارة التوتر بين الأنصار والمهاجرين لتحقيق أجنداتهم الملتوية.
وتآخى المهاجرين والأنصار
- والنبي صلى الله عليه وسلم هو الباني الذي بنى أسسًا جديدة وأسسًا للوحدة بين العرب المسلمين في المدينة المنورة، فجمع بين الأوس والخزرج وحثهم على العيش كأخ واحد تحت راية الإسلام. .
- وبعد ذلك قام باستقطاب المهاجرين من مكة وجمعهم مع الأنصار لتكوين رابطة قوية لتحقيق الوحدة السياسية والتنظيمية بينهم.
- ولم يقتصر الأخوة في الإسلام على الرابطة الدينية وحدها، بل أصبحت الرابطة التي تجمعهم وتحررهم من التعصب القبلي ورابطة الدم والنسب.
- وعندما دعا النبي المهاجرين والأنصار إلى الإخوة في الله، كانت تلك البذرة التي تحولت إلى واحة أخوة ومحبة.
- وقد صور النبي رسالة الإسلام الأصيلة من خلال الأخوة مع أصحابه المؤمنين. وأصبحوا إخوة على أساس الإيمان والتقوى، وترابطوا في ظل الدين الإسلامي. وأصبحوا إخوة في الله، يتعاونون ويحبون بعضهم بعضاً، ويكمل بعضهم بعضاً.
- وبهذه الأخوة الإيمانية اجتمع المهاجرون من والأنسا من يثرب، وأصبحوا “رفاقا” وهو اللقب الذي أطلقه عليهم الرسول، وبذلك أحيت روح الوحدة السياسية والتنظيمية بين العرب المسلمين في المدينة. .
- وعندما قال النبي صلى الله عليه وسلم للمهاجرين والأنصار: “الأخ في الله كالأخوين” كانت هذه المقولة بداية عملية الاندماج الاجتماعي بين المهاجرين والأنصار في المدينة المنورة .
- وبدأ الأنصار يعتنون بالمهاجرين، واتخذ كل مهاجر أخا من الأنصار في الله عز وجل.
- ومن هنا نشأت روح الأخوة والتضامن بين المسلمين، فاتحدوا دينياً واجتماعياً واستطاعوا بناء المجتمع الإسلامي الواحد.
- وبدأ المسلمون في المدينة بالتأقلم مع حياتهم الجديدة وتركوا أثراً إيجابياً في المجتمع الذي استضافهم، فقد عملوا في الزراعة والتجارة والحرف ولم يعتاشو على غيرهم.
- كما بدأت أعدادهم تتزايد في المدينة، وشهدت المدينة ولادة بكر للمهاجرين، وبكر للأنصار بعد الهجرة.
- وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهوها، فقد تمكن المسلمون من بناء مجتمع يتسم بالتضامن والأخوة، وهذا يدل على القوة والإيمان الذي كان يتمتع به المسلمون في تلك الفترة.
وفي النهاية يمكننا القول أن أهل المدينة الذين آمنوا بالرسول صلى الله عليه وسلم كانوا قدوة لنا في الإيمان والتضحية، ورغم أننا نعيش في زمن مختلف عن زمن آخر، فإن الدروس والعبر وتستمر الدروس المتعلقة بمعتقداتهم وأخلاقهم حتى يومنا هذا. .