موضوع يجب مناقشته عن الحياة يستحق اهتماما كبيرا نظرا لما تمثله هذه الحياة لكل إنسان، فلا يقدرها الجميع، ولا ينظرون إليها بنفس الطريقة من نفس الجوانب، لكن هذا لا يدحض هذه الحقيقة. والحقيقة أن لها جوانب ثابتة وحقائق لا تتغير أبدا، فكما يتغير الناس، وتتبع الأجيال بعضها بعضا، والأزمنة تتبع بعضها البعض، سنناقش النقاش حول هذه القضية بموضوعية.
مناقشة حول الحياة
إذا أردنا إنشاء موضوع للنقاش عن الحياة فيمكننا أن نناقش طبيعة الحياة بشكل عام وخصائصها وبعض ما تحتويه للإنسان، وللتعرف أكثر على الحياة من خلال هذا المناقشة علينا أن نقسم كل شيء ونناقشه وذلك بالتفصيل على حدة، ويمكننا أن نناقش موضوعاً للنقاش عن الحياة على النحو التالي، ويمكننا أن نفصله على النحو التالي:
1- الحياة مدرسة لا نهاية لها
أول ما يمكن أن نتحدث عنه عند الحديث عن موضوع للنقاش عن الحياة هو تعريفها، وليس هناك تعريف أدق لهذه الحياة من أنها مدرسة لن نتخرج منها أبدا، لأن هذا العالم دنيا. إنها سلسلة لا نهاية لها من الاختبارات. الإنسان دائما في محنة طويلة . حياته، وهذا الاختبار لا ينتهي حتى يموت.
في هذه الحياة لا يوجد أحد صغير على التعلم أو كبير على ارتكاب الأخطاء، فقانون الحياة الذي خلقنا الله عليه يأمر بأن كل إنسان يخطئ، أي أنه كلما اجتهد الإنسان في تجنب ارتكاب الأخطاء كلما تزايدت احتمالات ارتكاب الأخطاء. أصعب أنه يعمل. كلما ارتكب أخطاء أكثر، مدعياً أنه لم يعد صغيراً على ارتكاب الأخطاء. والمزيد من الرحلات والسقوط.
ليس عيباً أن يتعلم الإنسان البالغ والناضج بعض السلوكيات والأخطاء من طفل صغير قد يكون حفيده، فكلما زاد وعي الإنسان بأن الحياة مدرسة مفتوحة لا حدود لها، كلما شعر براحة أكبر. إذا كان ذلك في حياته، فسيكون أكثر هدوءًا وأكثر سلامًا مع نفسه ومع كل من حوله.
وبما أن الحياة مدرسة تشمل كافة المراحل وتجمع الناس من كافة الفئات والأجناس والأعمار، فيجب علينا أن نتعلم ونحفظ دروسها حتى نتجاوز المرحلة الحالية وننتقل إلى المرحلة التالية ونتذكرها جميعا. هذه الدروس جيدة لأنها ستساعدنا كثيراً في المراحل القادمة.
2- العالم مكان استضافة
كلما زاد تعامل الإنسان مع الحياة، كلما زادت ثقته بالحياة، وكلما كان أكثر إصراراً وتعلقاً، كلما واجه المزيد من الصعوبات والمتاعب، وهذا العالم الذي قدر لنا كبشر أن نعيش فيه، هو مكان لا يوجد فيه إلا يتسع لنا. خلال إقامتنا على الأرض، وهنا يجب على الإنسان أن يحدد موقفه أو أن يكون ضيفاً خفيفاً إيجابياً، له تأثير ومساهمة فعالة، وإلا ستثقل عليه الحياة وسيفعل.
من الطبيعي أن يرتبط الإنسان بكل شيء جميل في هذه الحياة، بكل ما يحبه، لكن يجب أن يكون على يقين أن كل ما تقدمه له الحياة جميل هو مؤقت، وكذلك مؤقت. وهي واجب الضيافة التي يقدمها المكان الذي يستضيف فيه الإنسان، حيث يقدم له ما هو مكتوب له، وهو واجب يأتي من الله طوال الحياة، ثم يعود إليه، ويمكن تحمل مسؤوليته. بالثواب أو العقاب على سلوكه وأفعاله خلال هذه الفترة. من الاستضافة.
3- للحياة طعمان
سبق أن ذكرنا في بداية موضوع نقاشي عن الحياة أن الله جعل التنوع فطرة فطرية في هذا العالم، وكل شيء في الحياة كذلك، لأن الحياة مليئة بالتناقضات، كل شيء وضده موجود هنا أيضاً. وقد أوضح ذلك للإنسان وأظهره للإنسان منذ خلقه، فلم يفاجئه شيء، ولم يستكبر عليه شيء.
(اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وكثرة الأموال والأولاد ثم تضطرب تراها تصفر ثم تكون ركاماً. وسيكون هناك في الآخرة أيضا. إنه عذاب شديد من الله ومغفرة ورضا وما الحياة الدنيا إلا غرور.)
[سورة الحديد، الآية رقم 20]
ننصحك بالقراءة
وهذه الآية خير دليل على هذه الحقيقة، حيث تبين وتؤكد أن الحياة تحمل زينة وسعادة وفرحاً ولذة، ولكنها أيضاً تحتوي على الكثير من الصعوبات والتعب، ولذلك لا ينبغي للمرء أن يعتاد على هذه الأشياء. وفيها تسلية وترف، ويجب على المرء أن يرهق نفسه باستمرار بمتاعبها، دون الاستمتاع بفوائدها، كما يجب على المرء أن يهمل صعوباتها أو لا يأخذها في الاعتبار.
ولمزيد من التوضيح، فإن الحياة تحتاج إلى إنسان تكون شخصيته وفكره وإدراكه ليّنة ومرنة؛ وبالتالي، يمكنه فهم وضعها وطبيعتها وواقعها بشكل أفضل، وتكون لديه الصفات اللازمة للتأقلم معها والعيش معًا. لكي لا يحزنوا في هذه الفترة، ولا يتألموا، ولا يصبحوا مثل سكارى الخمر الذين لا يتحسنون إلا عندما يموتون ولكنهم لا يدركون ذلك… ماذا فاتهم ولم يفعلوا؟ لا أفهم؟ قبض عليهم مع ما تبقى.
4- الحياة مليئة بالأمثلة الإيجابية والسلبية
الإنسان جزء لا يتجزأ من الحياة ولا نستطيع أن نفصل الحياة عنه. فهو جزء منه وهي جزء منه. تتميز الحياة بأنها تحمل الخير والشر في وقت واحد. كثرة الأمثلة السلبية، كثرة الأشخاص والأحداث لا تعني أن نتجاهل جوانبهم الطيبة، ولا يعني غلبة جوانبهم الإيجابية أن الجانب السلبي يمحى ولا وجود له.
بمعنى آخر، على الإنسان أن يأخذ الأمرين بعين الاعتبار، وأن يعيش مع الوعي بأن الصدمات العاطفية التي يتعرض لها، مهما كانت قوتها، تلعب دوراً مهماً في تشكيل شخصيته. وتعزيز وترسيخ أساسها في الحياة. كلما تعامل الإنسان مع النماذج السلبية وتعرض لظروف صعبة، كلما أصبح أقوى، وأصبح أكثر ذكاءً، وأسرع في فهم وإدراك جوهر وواقع من حوله.
5- لا حياة بدون دين
ونحن نرى أن بعض الناس قد أخذ بمبدأ أن الدين لا علاقة له بأمور الدنيا، وأنه لا ينبغي الخلط بين الموضوعين، أو أن الدين لا يختلط بالدنيا، وهذا بالطبع اعتقاد ونظرة خاطئة تماما. الدين مهم جداً للإنسان ليعيش حياته بشكل صحيح وصادق، ولكي يتمكن الإنسان من ممارسة دينه في الدنيا، فهو مهم جداً بالنسبة له، سيفوز بدنياه وآخرته.
ما لم يشعر الإنسان أن هناك من يهتم به، يهتم به، يهتم بكل ما يعنيه، ما دام فيه الخير، فليس لهذه الحياة طعم. بعيدًا عن ربه، غير مبالٍ بدينه مهما كان، يعيش حياة مظلمة، بائسة، كريهة، وكأنه لا قيمة له، لا شيء.
وهنا بالذات، لا نعلم هل الحياة هي التي تفرض الدين على نفسها وعلى الشخص، أم الدين هو الذي له أثر وتأثير مختلف ويفرض نفسه على نفسه، ولكن هذه هي الحقيقة الوحيدة المؤكدة في الموضوع. فإذا عاش الإنسان بلا دين، أي بلا قلبه وعقله وإنسانيته ومشاعره الإنسانية تجاه نفسه وبيئته، فلا قيمة للحياة.
6- الحياة مسؤولية
لقد كان الله صريحًا مع الإنسان منذ بداية الخليقة، ومنذ اللحظة الأولى لحياته، وهذا العالم عبارة عن صعوبة وعناء مستمرين لا ينتهيان، ولكن مراحلهما ودرجاتهما ودرجات قوتهما مختلفة. أن يعمل في هذا العالم، أن يعاني، أن يتعب، أن يوفر لنفسه مكانًا ومساحة للعيش في هذا العالم بكل ما أوتي من قوة… لقد أُعطي مثل هذه القوة والقدرة التي سيقدرها الله على وظيفة كانت موجودة بالفعل. داخله. تأثير.
(لقد خلقنا الإنسان في دولة) [سورة البلد، الآية رقم 4]
وهذه الآية الكريمة تعبر عن أن الإنسان لم يخلق غنيا مترفا في الدنيا، بل على العكس خلق ليتحمل المسؤولية ويجتهد ويجتهد في تحمل مصاعب هذا العالم. وقد خلق ليكون مجهزا ومثقلا بهذه المسؤوليات رحمة، فيصبح أقوى وأشد قوة.
إن فتح قضية حياتية للنقاش يحتاج إلى نطاق أوسع، وعقلية أكثر تحضرا، ونفسية أكثر فهما ووعيا، حتى يتمكن الإنسان من فهم معنى هذه القضية ومتابعتها بثقة وثقة.