هل يجوز على النبي؟ ما حكم التوسل عند المذاهب الأربعة؟ إن مجموعة كبيرة من الناس الذين يطلبون الصلاة على رسول الله يريدون معرفة حقيقة جواز هذا الأمر، حتى لا يأثموا بسببه.
جدول المحتويات
هل يجوز الصلاة على النبي؟
1- حكم الصلاة على النبي عند الحنفية
وذهب الحنفية إلى أن الدعاء بالنبي مكروه، إذ قال: إذا كان المقصود من القسم القسم بالله فلا استحباب. إذ لا يجوز القسم على الخالق بالمخلوق، وهذا على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
«من حلف بغير الله فقد أشرك».
2- حكم الصلاة على النبي عند المالكية
ولا يجوز الدعاء بالنبي صلى الله عليه وسلم، وقال مالك: إنه يكره ذلك لأن في ذلك إساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. كما أنه لم يكن يفضل أن يقول “يا سيدي” عند الدعاء، لأنه كان يحب أن يدعو الله باسمه الحسنى.
3- حكم الصلاة على النبي عند الحنابلة
وأقر أتباع المذهب الحنبلي بجواز طلب الصلاة بروح النبي. ونقل ابن تيمية عن الإمام أحمد بن حنبل قوله: “”إن المسلم الذي يدعو النبي صلى الله عليه وسلم يدعو به في دعائه”.”
4- قرار الصلاة على النبي عند الشافعي
وقال الإمام الشافعي: لا يجوز. وبسبب عدم نقل أي حديث من السنة، كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعوه إلى الله بالمناجاة إليه بالمكانة أو الجاه.
رأي ابن تيمية في طلب الصلاة بالنبي
ونهى عن الصلاة على الهيبة والأنبياء فقال
“وإذا كان هناك من أجازه من أهل العلم، فقد ثبت عن غير واحد من أهل العلم أنه نهى عنه، فيكون محل خلاف، وما اختلفوا فيه يرجع إلى الله ورسوله، وكل واحد منهم يقدم حجته كما في أي خلاف آخر، وليس هذا من باب العقوبة بإجماع المسلمين، بل من عوقب عليه فهو معتدي جاهل ظالم».
ولكن هناك طائفة كبيرة من أغلب المذاهب الأربعة تجيز جواز الصلاة على النبي إذا صلّى، إما لنفسه أو لنفسه.
طبيعة الدعوة إلى النبي
والتوسل بالنبي – محمد صلى الله عليه وسلم – يعني أن يصلي الإنسان ويجعل بينه وبين الله واسطة، وهذا يعتبر نوعاً من الشرك. وبما أن الله لا يحب أن يكون بينه وبين عباده واسطة، فلم يكن ذلك من هدي النبي أو عمله.
حقيقة دعاء سيدنا آدم على سيدنا محمد
انتشرت قصة عن استغاثة سيدنا آدم بسيدنا محمد بعد أن ارتكب الذنب الشهير وهو أكل التفاحة من الشجرة ودار الحوار التالي بين الله عز وجل وسيدنا آدم: “رب أسألك بمحمد إن عفوت” فقال الله: وكيف عرفت محمداً ولم أخلقه بعد؟
قال: يا رب، لأنك لما خلقتني بيدك ونفخت فيه من روحك، رفعت رأسي فرأيت على ساق العرش مكتوبا: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فقلت: فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك غير أحب الخلق إليك، فقال الله: صدقت يا آدم. إنه أحب الخلق إلي، ولما سألتني. بحقه لقد غفرت لك، ولولا محمد ما خلقتك».
لكن هذا الحديث ضعيف لا أساس له من الصحة عند أهل العلم، وبالتالي لا تصح جواز الصلاة على سيدنا محمد.
جواز الصلاة على النبي
وأجاز بعض العلماء كالعز بن عبد السلام التوسل للنبي، كما أجازه الفقيه الشوكاني. حيث جاء رجل أعمى إلى النبي وطلب منه أن يصلي فقال
“ادع الله أن يعافيني، قال: إن شئت دعوت، وإن شئت صبرت، فهو خير لك”. قال: فادعوه. قال: فأمره أن يتوضأ ويُحسن الوضوء، وأن يقول هذا الدعاء: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة. توجهت إليك فيك إلى ربي في حاجتي حتى يقضيها لي. اللهمّ ارزقني شفاعته”.
نص الدعاء لرسول الله عند المالكية والحنابلة
قال أحد فقهاء المذهب المالكي في آداب النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه: “… ثم يصلي عليه – أي عن طريق النبي – صلى الله عليه وسلم – “. عليه الصلاة والسلام – في جميع مطالبه ثم يتحرك أمام قبر أبي بكر ويقول:
“السلام عليك يا خليفة رسول الله… ثم يناشد رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم يتحرك أمام قبر أمير المؤمنين عمر و فيقول: السلام عليك يا صاحب رسول الله. السلام عليك يا أمير المؤمنين عمر الفاروق.” ثم يناشد بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم يأتي البقيع فيسلم على أهلها هكذا ويناشدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فانظروا إلى هذه العلامات، فإنه من جعلها شوقًا وقلبًا فارغًا من المشركين نال كل ما يريد، إن شاء الله» راغب .”
أنواع الصلاة على النبي
1- الصلاة إلى الله عن طريق النبي
فهذا جائز في الدين ولا إثم فيه، وقد تم ذلك في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث كان الناس يذهبون إلى رسول الله ويسألونه أن يصلي بالنسبة لهم.
وقد طلب الصحابة من سيدنا محمد أن يصلي، كما روى البخاري في أحد الأحاديث:
“في يوم الجمعة دخل رجل من الباب المتجه إلى المنبر، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب، فلقي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام فقال: يا رسول الله، إن الماشية قد هلكت، وانقطعت السبل، فادع الله أن يعيننا.
قال: ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه فقال: اللهم اسقنا، اللهمّ اسقنا، اللهمّ اسقنا. قال أنس: لا والله ما نرى سحابًا، ولا رعدًا، ولا شيئًا في السماء، وليس بيننا وبين سلعة دار ولا دار.
قال: فظهرت من خلفه سحابة كالدرع، فلما بلغت وسط السماء انتشرت، فمطرت. قال: عبادتنا لم نر الشمس ستة أيام قط، إذ دخل رجل من ذلك الباب من أبواب الجنة. وكان اللقاء التالي، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب.
فلقيه قائما فقال: يا رسول الله، هلك المال وانقطعت السبل، فادع الله أن يحفظه، قال: ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرفع يديه ثم قال: اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والجبال، والشجير والبساتين، والأودية والشجر. قال: ثم توقف، وخرجنا فمشينا في الشمس.
2- الصلاة إلى الله عن طريق النبي
لا يجوز، ومعنى هذا أن يدعو الداعية الله، ولكنه يجعل سيدنا محمد وسيطاً في دعائه، فيقول: “اللهم إني أتوسل إليك بنبيك” أو “الهيبة”. نبيكم “، ثم يذكر حاجته، وهذا لا يجوز لوجود الأيمان وأداة الحلف وهي حرف الباء، وأن الأيمان لا تجوز إلا بالله لقوله تعالى: يا رسول الله، من حلف فليحلف بالله أو ليصمت».
والسبب الثاني لعدم جوازه هو أن من صلى وطلب من الله قضاء حاجته يرتبط بمكانة النبي ومكانته عند الله، وهذا لا يجوز.
ولم يثبت أو ينفي جواز الدعاء بالنبي في الصلاة حتى الآن عند أي من المذاهب الأربعة، ويجب على المسلم أن يدعو الله دون واسطة أحد مهما كان مكانته.
الأسئلة الشائعة
-
ما حكم طلب الشفاعة من رسول الله؟
وطلب الشفاعة في الدنيا يعتبر صلاة، وهذا مما اختلف فيه أهل العلم. وهذا أيضاً يختلف عن طلب شفاعة سيدنا محمد في الآخرة.
-
كيف يشفع لنا سيدنا محمد في الآخرة؟
وتتم الشفاعة بطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الله أن يخرج من دخل النار ويدخلنا الجنة.